شات بحر الافلام

موت أسامة بن لادن وبداية انهيار الإرهاب


قُتل أسامة بن لادن أكثر رجل مطلوب لدى الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة عملية للقوات الخاصة الأمريكية في أراضي باكستان.
موت العقل المدبر للعديد من الهجمات الإرهابية يشي ببداية عهد جديد من الحرب العالمية ضد الإرهاب. ولكن انهيار الجماعات الإرهابية بعد موت زعيمها يظل احتمالا في مرحلة التمني، والسيناريو الأرجح أن تنشط الجماعات الملهمة بأسامة بن لادن في ردة فعل انتقامية عبر شبكاتها المنتشرة على نطاق العالم.
الحكومة الكورية بدورها قالت إن موت أسامة بن لادن يمثل نقطة تحول في الحرب على الإرهاب وتحدثت عن توقعاتها لرؤية سلام واستقرار أكبر يسود العالم .
ولد أسامة بن لادن في أسرة سعودية ثرية وقاد حملة ضد الإرهاب الأمريكي تحت راية قيم الأصولية الإسلامية. وقد كان يوصف بالبطل المقاوم للغزو والاجتياح السوفيتي لأفغانستان، ولكن تحوله نحو العداء الشديد لأمريكا الذي نتج عنه تدمير للسفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا في أواخر التسعينات جعل أمريكا تضعه على رأس أكبر مهدد للأمن القومي الأمريكي.
ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير كان تدبيره لهجمات 11 سبتمبر على الأراضي الأمريكية التي وضعت أسامة بن لادن وجماعته القاعدة ، على رأس العدو الأول للولايات المتحدة والعالم الغربي.
هجمات 11 سبتمبر كانت أكبر مذبحة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، أسفرت عن قرابة 3 ألف قتيل عقب اصطدام طائرتين ببرجي التجارة الدولي مما أدى إلى انهيارهما ، وكذلك تحطم طائرة في حقول بنسلفانيا وأخرى في مبني وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون.
حجم العنف غير المسبوق للهجوم أثار حفيظة العالم بأسره، وبدأ بعدها في تعقب أسامة بن لادن. وبعد رحلة بحث استمرت عشر سنوات، أسفرت في نهاية المطاف عن قتل الرجل المطلوب الأول على نطاق العالم.
ومن المعروف تاريخيا أن الإرهاب هو الملاذ والخيار الأخير للمقاومة للتخلص من كبت الأنظمة الطاغية. بيد أن أفعال الإرهابيين المتطرفين غالبا ما تتجاوز حدودها لتصبح جريمة ضد الإنسانية، وفي نهاية المطاف تفقد جذورها الأخلاقية، كما برهن على ذلك سقوط أسامة بن لادن والقاعدة من مقاتلين من أجل الحرية إلى أكثر القتلة على مر الزمن.
نأمل جميعا أن يؤدي موت بن لادن إلى نهاية إرهاب جماعته، ولكن للأسف ليس من المرجح حدوث ذلك، لأن عقيدة بن لادن وتكتيكاته أفرزت جماعات متعصبة مماثلة لديها شبكات في كل العالم.
ولذلك، فإن العالم يحتاج إلى تشديد إجراءاته وتدابيره الأمنية، فضلا عن تكثيف الجهود من أجل منع الهجمات الإرهابية. وفي نفس الوقت، يتعين على العالم مخاطبة ومعالجة قضايا الفقر المدقع وردم الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وهي الأسباب الأساسية لتفريخ الإرهاب المتطرف.
وينبغي أن يشكل موت الرجل ونهاية المطاردة الطويلة، بداية لجهود عالمية جديدة للقضاء على أعمال العنف وجعل العالم مكانا أكثر أمنا لكل الناس.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مدونة بحر الافلام © 2010 | افلام اون لاين : ممدونة بحر الافلام | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates